إذا كنت رائد أعمال أو تعمل على مبادرة أو مشروع أيا كان مجاله، فعليك التعرف على مصطلح التفكير التصميمي Design Thinking.
لا يشير مفهوم التفكير التصميمي إلى التصميم الجرافيكي، ولكن يشير إلى منهجية معينة في التفكير تساعدك على دراسة الوضع بشكل أفضل للتعرف على المشاكل الموجودة ووضع الحلول المناسبة لها. إذاً، التفكير التصميمي ليس حلاً، بل هو فقط عبارة عن طريق يقود إلى العثور على الحل.
ظهر مفهوم التفكير التصميمي منذ أكثر من 70 عاماً وهو نتاج تراكم أبحاث أكاديمية وممارسات فعلية مع تطوير مستمر، ويعتمد على خليط من العلوم أهمها العمارة والهندسة والعلوم الإنسانية وإدارة الأعمال. يمكن للتفكير التصميمي أن يغير الطريقة التي يتم من خلالها بناء وتطوير المؤسسات والخدمات والمنتجات وكذلك الاستراتيجيات، حيث أنه يجمع بين ما هو مرغوب به من وجهة نظر المستخدم وبين ما هو ممكن من الناحية التقنية وبين ما هو قابل للنمو من الناحية الاقتصادية.
مراحل التفكير التصميمي الخمس:
1- التعاطف أو التعايش (Empathize)، افهم جمهورك!
أول مرحلة من مراحل التفكير التصميمي هي التعاطف مع الجمهور المستهدف أصحاب المشكلة، أي القدرة على الشعور بهم والإحساس بمشكلتهم ومعرفة اهتماماتهم وأفكارهم من خلال وضع نفسك مكانهم كأنك واحداً منهم والاندماج في بيئتهم والتعايش معهم، أيضاً السماع إلى قصصهم الشخصية ومواقفهم التي يمرون بها، وذلك بهدف الوصول إلى فهم عميق لاحتياجاتهم وإدراك المشكلة وتحديدها بشكل دقيق.
2- تعريف المشكلة (Define)، حلّل الجمهور وحدد المشكلة!
من خلال المعلومات التي حصلت عليها عن الجمهور المستهدف في مرحلة التعاطف، يتم الآن تحليل هذه البيانات ومحاولة تحديد المشكلة بشكل دقيق بناءً على تلك المعلومات التي جمعتها.
في هذه المرحلة صياغة تقرير عن المشكلة الحقيقية ينتهي بعبارة تصف المشكلة بأسلوب محدد وبسيط وبعبارة واضحة .
3- ابتكار الأفكار (Ideat)، فكر بالحلول وصغ تحدياً!
بعد معرفة المشكلة وتحديدها بشكل دقيق، ومن خلال تقرير المشكلة الذي تم إعداده، يتم في هذه المرحلة توليد العديد من الأفكار والحلول لهذه المشكلة وكتابتها. حاول أن تكون هذه الحلول متدرجة من الحلول العادية حتى تصل إلى الحلول الإبداعية والمبتكرة وهي المطلوبة، ويمكن في هذه الخطوة التعاون مع الجمهور المستهدف في صياغة بعض الحلول وسماع أفكارهم حولها. ومن الأدوات التي تساعد على توليد الأفكار: العصف الذهني، الاستلهام من تجارب ناجحة، الخرائط الذهنية، الرسم.
4- إعداد نموذج أولي (prototype)، صمّم وأنتج حلولك!
بعد وضع مجموعة من الأفكار والحلول المبتكرة للمشكلة، وبعد اختيار أفضل تلك الحلول القابلة للتنفيذ، يتم الآن إعداد نموذج أولي لخطة تنفيذ الحل المقترح، وتصميم وتطوير المنتجات والأدوات المصاحبة له كنموذج أولي يمكن تعديله وتطويره وتحسينه حسب نتائج تجريب الحل واختباره بعد المرحلة الخامسة.
5- التجربة (test)، اختبر حلولك!
بعد أن أصبحت خطة تنفيذ الحل وأدواته ومنتجاته جاهزة، يتم الآن نقل الحل من مرحلة التخطيط والإنتاج إلى مرحلة التجربة والتنفيذ على أرض الواقع، وذلك يتم على مجموعة من الجمهور المستهدف لضمان جودته والجدوى الاقتصادية والاجتماعية منه ومناسبته مع المشكلة.
من المهم الإشارة إلى أن مراحل التفكير التصميمي غير خطية، بل هي مراحل متوازية أو تكرارية للمراجعة والإصلاح والتعديل، فقد يحتاج الفريق إلى الرجوع إلى مرحلة سابقة أو أكثر للحصول على معلومات أكثر عن الجمهور المستهدف، أو لإعادة تعريف المشكلة، أو لتعديل الحلول أو ابتكار أفكار جديدة، أو تعديل النموذج الأولي.