تقُول اخصّائية علم النّفس كارُول دويك في كتابها الشّهير (Mindset: The New Psychology of Success) أنّ الأشخاص الذين يملكون عقليّة النّمو يرون أنّ الذكاء، القدرات، الموهبة، والمهارات يُمكن تعلّمها والحصول عليها من خلال العمل الجاد والمُستمر. في المقابل، الأشخاص الذين يملكون العقلية الثّابتة يعتقدون بأنّ هذه الخصال ما هي إلاّ ميزات امتلكها الإنسان بالفطرة مُنذ الولادة ولا يمكن اكتسابها مع الوقت.
على سبيلِ المثال، عند الدّخول إلى عالم العمل على الإنترنت، ستدخلُ في مُنافسة مع كم هائل من المستقلّين من ذوي المهارات والخبرات العالية. فإن كُنت تملك عقلية النّمو (Growth Mindset)، فسترى أنّ هذا التّحدي فُرصة لك للتعلم والتغيير، و ستتغلب على مخاوفك وشكُوكك، وستقُوم بتطوير مهاراتك وقدراتك شيئاً فشيئاً حتى تُثبت نفسك وتستطيع المنافسة في السُّوق. أمّا إذا كُنت صاحب العقلية الثّابتة (Fixed Mindset)، فستقول: “كيف يُمكنني الدُّخول في مُنافسة مع كلّ هؤلاء و أنا لازلت مُبتدئ وبالكاد امتلك بعض المهارات؟ هؤلاء النّاس هُم موهوبون بالفطرة و لا يُمكنني التّطوير من نفسي و الوُصول إلى مُستواهم.”
نصيحتنا لأعضاء منصّة اخدملي بأن يمتلكوا العقلية الأُولى (عقلية النّمو)، وأن يُؤمنوا بأنّه لا يُوجد مهارة في هذه الحياة لا يُمكن تعلّمها مع الصّبر والاستمرار والتّوكل على الله.
بعدما عرفنا الفرق بين عقلية النمو وعقلية الثبات، كيف ممكن نكون من أصحاب عقلية النمو ونزيد نطورها أكثر؟
بإمكاننا تطوير عقلية النّمو من خلال بعض الخطوات التالية:
1- الاعتراف بالعيوب ونقاط الضعف ومعرفة كيفية التّغلب عليها.
2- النّظر إلى التّحديات والصّعوبات على انّها فُرص للتّطوير الذّاتي وليس مُجرّد عائق لا يُمكن تجاوزه.
3- عند عدم توفيقك في تحقيق هدف ما، لا تقُل “فشلت”، بل قُل “تعلّمت” فليس هُنالك شيء اسمهُ فشل طالما انك مستمر.
4- استمتع بالرحلة ولا تهتم كثيرا بالنّتيجة النّهائية.
5- احتفل بانجازاتك ونجاحاتك مع الآخرين و كافئ نفسك عند تحقيقك لهدف معيّن.
6- جرّب طُرق تعلّم جديدة في حال شعرت بعدم احراز تقدّم في مجال ما، فلكلّ واحد منّا طريقتهُ الخاصّة و المميّزة في اكتساب المهارات.